نماذج من اهتمام جلالة السلطان قابوس رحمه الله بحماية التراث العماني
أصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم منذ توليه سدة الحكم العديد من المراسيم السلطانية السامية التي من شأنها المحافظة على التراث العُماني والحفاظ على المقدرات التراثية للسلطنة، حيث كانت توجيهاته تصب دائمًا في مصلحة التراث والحفاظ عليه باعتبار أن التراث يشكل ركيزة أساسية للدولة ويجب المحافظة عليه ورعايته.
وقد عرفت سلطنة عُمان بأنها أرض الحضارات العريقة التي تمتد جذورها إلى ما قبل التاريخ، والتي أثارت العديد بجمالها ورقيها، حيث أصبحت محط أنظار العديد من علماء الآثار والمختصين برعاية التراث، فتسابقت عليها البعثات الأثرية للكشف عن مدخرات ذلك الماضي العريق، وذلك من أجل الكشف عنها، وفحصها، ومعرفة الكثير عن أسرار تلك الحقب التاريخية التي تركت بصماتها واضحة تتجسد في روعة مبانيها المعمارية، والتي تتمثل في بناء القلاع والحصون والأسوار والأبراج والمدن القديمة المنتشرة في ربوع السلطنة وبقاعها والتي تعد شاهدًا حيًا على الرقي الحضاري الذي وصلت إليه البلاد خلال الحقب التاريخية المتعاقبة.
وفي مجال التراث العمراني الحض
أصدر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، عام 1978م أمرًا بانتقال القيادة من حصن بيت الفلج إلى معسكر المرتفعة وتحويل الحصن إلى متحف، ليكون شاهدًا حيًا يحكي مسيرة تاريخ تطور العسكرية العُمانية عبر امتداد تاريخها المتعاقب وصولًا إلى عهد النهضة الحديثة في عُمان، وذلك تحت اسم (متحف قوات السلطان المسلحة) حيث يقع هذا الحصن في حي بيت الفلج بمنطقة “دارسيت ” التابعة لولاية مطرح بمحافظة مسقط.
كما أصدر جلالته عام (1401هـ/ 1981م)، أمرًا بتجديد قلعة الجلالي وإعادة ترميمها بما يحفظ لها قوتها ومتانتها لتبقى شاهدًا حيًا على تراث الأجداد، وقيمة معمارية وتراثية فريدة من نوعها تخطف الأبصار وتحبس الأنفاس لكل من يتطرق يومًا الدخول إلى حرمها.
كما أصدر جلالة السلطان عام 1975م أمرًا بترميم وصيانة قلعة الميراني الواقعة إلى الغرب من قصر العلم، بما يسمح لها مقاومة الظروف التي تطرأ عليها.
وتقوم حاليًا دائرة القلاع والحصون التابعة لوزارة التراث والثقافة بتوجيهات من جلالة السلطان بعمليات الترميم لعدد من القلاع والحصون في مختلف محافظات السلطنة، وتقدر تكلفة أعمال الترميم لتلك القلاع والحصون بنحو ثلاثة ملايين ريال عماني، منها ترميم سور آل هلال وحصن بهلاء وترميم أبراج في وادي الجزي وأبراج في الشرقية وغيرها.
تعليقات
إرسال تعليق